من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب
جدول المحتويات
من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب، فإن القارئ بعلم النحو والصرف واللغة العربية، لا بد أن يمر معه اسم هذا الرجل، فهو الصخرة الشمّاء والطود الشامخ في علم النحو العربي، ولكن هناك الكثيرون لا يعرفون عنه شيئًا أو عن علماد العربية بشكل عام، وفي هذا المقال سنعرف من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب.
من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب
إن سيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي ولقب بهذا اللقب لأن أمه كانت ترقصه وتقول سيبويه، ومعنى سيبويه رائحة التفاح، وهو يُكنى أبو بشر، وهو إمام النحاة وحُجة العرب، وأول من بسّط علم النحو، فقد أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر بها الكسائي، وتعصبوا عليه، وجعلوا للعرب جعلا حتى وافقوه على خلافه. من آثاره: كتاب سيبويه في النحو، وقد وُلد بقرية البيضاء بشيراز عام 148 هـ، وتوفي فيها عام 180 هـ. [1]
شاهد أيضًا: من هو صاحب كتاب المسالك والممالك
كتاب سيبويه
لم يضع اسمًا لكتابه ولا حتى مقدمة أوخاتمة، في حين درج كل العلماء والباحثين والمصنفين على أن يضعوا أسماء لمؤلفاتهم ومصنفاتهم، ولكن لماذا لم يضع سيبويه عنوانًا لكتابه أو مقدمة أو خاتمة، فأغلب الظن أن القدر لم يمهله ليفعل ذلك، فمات سيبويه في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور، فأخرجه تلميذه أبو الحسن الأخفش إلى الوجود دون اسم، وذلك عرفانًا منه بفضل أستاذه وعلمه وخدمةً للغة القرآن الكريم التي عاش من أجلها سيبويه، فقد أطلق العلماء عليه اسم “الكتاب”، فإذا ذُكر الكتاب مجردًا من أي وصف، فإنما يقصد به كتاب سيبويه.
أهمية كتاب سيبويه ومنهجه
الكتاب بمثابة خزانة للكتب، احتواها بالقوة في ضميره وتمخض عنها الزمن بالفعل من بعد وفاة سيبويه، فإذا الأئمة كلهم تلاميذ في مدرسته، وإذا المؤلفون جميعًا لا يجدون إلا أن يناقشوه ويفسروه ويعلقوا عليه ويصوبوه ويخطئوه، ولكنهم مع ذلك يدورون في فلكه، حتى أصبح هو المصدر الفريد لعلمي النحو والصرف بالإضافة إلى علم الأصوات، وقد نهج سيبويه في كتابه منهج الفطرة والطبع، يدرس أساليب الكلام في الأمثلة والنصوص؛ ليكشف عن الرأي فيها صحة وخطأ، أو حسنًا وقبحًا، أو كثرة وقلة، لا يكاد يلتزم بتعريف المصطلحات، ولا ترديدها بلفظ واحد، أو يفرع فروعًا، أو يشترط شروطًا، على نحو ما نرى في الكتب التي صنفت في عهد ازدهار الفلسفة واستبحار العلوم. [2]
شاهد أيضًا: من هو مؤلف رواية المملوك الشارد
شيوخ سيبويه
من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في روايته عنه، واستشهاداته به، لكنه لم يكتف بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية، فأخذ العلم عن عيسى بن عمر ويونس بن حبيب وغيرهما، فتوسعت ثقافته وتنوعت معرفته بعلم النحو والصرف، وتبوأ مكانة علمية متميزة، ثم رحل إلى بغداد، والتقى بالكسائي شيخ الكوفيين، ووقعت بينهما مناظرة في النحو وقد تغلب فيها الكسائي عليه، غير أن سيبويه لم يبق في بغداد بعد هذه المناظرة عاد إلى فارس، ولم يعد إلى البصرة.
تلامذة سيبويه
من الصعوبة بمكان أن نحصي تلاميذ هذا الرجل، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعده غاصوا في بحور لغتنا الجميلة عبر كتابه، ولأن القدر لم يمهله طويلًا حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسن الأخفش وهو أبو الحسن سعيد بن مسعدة، وقُطْرب وهو أبو محمد بن المستنير المصري، ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأنه كان يخرج فيراه معلمه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر.
شاهد أيضًا: مؤلف كتاب شمس العرب تسطع على الغرب
آراء العلماء في سيبويه
بعد معرفة من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب، لا بد من معرفة آراء بعض العلماء فيه من خلال ما يأتي: [3]
- قال عنه ابن عائشة: “كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو”.
- قال الأزهري: “كان علامة حسن التصنيف جالس الخليل وأخذ عنه، وما علمت أحدا سمع منه كتابه لأنه احتضر شابا، ونظرت في كتابه فرأيت فيه علما جما”.
- قال المبرد: “لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتابه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره”.
- قال ابن كثير: “وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره”.
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب
ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من هو سيبويه ولماذا لقب بهذا اللقب، وهو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي ولقب بهذا اللقب لأن أمه كانت ترقصه وتنادي باسمه، وهو من أعظم علماء النحو في التاريخ.
التعليقات