من هو الاديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة
جدول المحتويات
من هو الاديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة، حيث يتميز التاريخ الأدبي عند العرب بوجود العديد من الأدباء والشعراء الذين ذاع صيتهم، وأكثروا المكتبة العربية بمؤلفاتهم الغنية، والتي خلدت أسماهم في عمق التاريخ الأدبي، وفي هذا المقال سنعرف من هو الاديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة.
من هو الأديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة
إن الاديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة هو توفيق الحكيم، وهو كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي نتاجاته الفنية بين اعتباره نجاحًا عظيمًا تارةً وإخفاقًا كبيرًا تارةً أخرى الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب وفكر الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء.
كانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثًا هامًا في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني، بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عددًا قليلًا من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح وكانت معظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي. [1]
شاهد أيضًا: من هو صاحب معجم لسان العرب
نشأة صاحب مسرحية يا طالع الشجرة
بعد معرفة من هو صاحب مسرحية يا طالع الشجرة، يجب معرفة كيف كانت نشأته من خلال ما يأتي:
- ولد توفيق إسماعيل الحكيم عام 1898 لأب مصري من أصل ريفي يشتغل في سلك القضاء في قرية الدلنجات إحدى قرى مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين.
- هناك من يؤرخ تاريخًا آخر لولادته وذلك حسب ما أورده الدكتور إسماعيل أدهم والدكتور إبراهيم ناجي في دراستهمما عن الحكيم حيث أرَّخا تاريخ مولده عام 1903 بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية.
- كانت والدته سيدة متفاخرة لأنها من أصل تركي وكانت تقيم العوائق بين الحكيم وأهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي.
- عندما بلغ السابعة عشر من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته، وقد وقع في غرام جارة له، ولكن لم تكن النهاية لطيفة عليه.
- أتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على فرقة جورج أبيض ما يرضي حاسته الفنية للانجذاب إلى المسرح.
- في عام 1919 مع الثورة المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة. إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه.
- عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921. ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925.
- التحق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميًا متدربًا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسؤولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها قصد الحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة.
- غادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه بين عامي 1925 و1928، وفي باريس كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي واليوناني والفرنسي.
- أحس والداه أن ابنهما لم يغير في باريس الاتجاه الذي سلكه في مصر، فاستدعياه في سنة 1927 أي بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك.
- عاد الحكيم صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها سنة 1928 إلى مصر ليعمل وكيلاً للنائب العام سنة 1930، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية.
- في سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات، ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي.
- استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية، وفي نفس السنة انتخب عضوًا عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة.
- في سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب.
- عمل بعد ذلك مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971، كما ترأس المركز المصري للهيئة الدولية للمسرح عام 1962.
شاهد أيضًا: من هو صاحب كتاب مفتاح النجوم
حياة توفيق الحكيم الادبية
مرت حياة توفيق الحكيم باطوار ومراحل مختلفة، وفيما يأتي حياة توفيق الحكيم الأدبية:
- عند ذهابه إلى القاهرة ليواصل تعلمه الثانوي بدأ يظهر اهتماما بالموسيقى والتمثيل وبدأ يتردد على فرقة جورج أبيض.
- كتب أول محاولاته المسرحية، مثل مسرحية “الضيف الثقيل” و”المرأة الجديدة” أثناء دراسته في كلية الحقوق، وفي نفس تلك الفترة، أخرج عدة مسرحيات مثلتها فرقة عكاشة على مسرح الأزبكية، وهي مسرحيات “العريس”، و”المرأة الجديدة”، و”خاتم سليمان”، و”علي بابا”.
- في باريس ترك دراسته من أجل إرضاء ميوله الفنية والأدبية، وكتب وقتها مسرحية “أمام شباك التذاكر”. وبعد عمله وكيلا للنائب العام كتب يومياته الشهيرة “يوميات نائب في الأرياف”. في سنة 1934 استقال من الوظيفة الحكومية ليعمل في جريدة أخبار اليوم وقام بنشر بها سلسلة من مسرحياته.
- كانت رغبة الحكيم في محاكاة التقاليد المسرحية الإغريقية والأوروبية حال عودته من الغربة شديدةً جدًا، ولهذا السبب كانت رائعته مسرحية أهل الكهف منعطفا هاما وإلهاما في مسيرة الدراما المصرية.
- تتعلق قصة المسرحية بقصة أهل الكهف المذكورة في القرآن حيث يتحدث المسرحية عن سبعة مسيحين يلجؤون إلى كهف قي افيسس هربًا من بطش الرومان، فينامون لمدة 300 سنة ويستيقظون في عصر مختلف تمامًا.
- عندما يحاولون التأقلم مع الوضع الجديد والبحث عن سعادتهم الدنيوية فإنهم يواجهون عدة عقبات وحواجز وأهمها مشكلة الزمن.
- توفيق الحكيم حور هذه القصة الدينية وأضاف إليها العقدة الدرامية التي تتمثل في الغرام والتجربة الرومانسية الطاهرة والحب العفيف بين مشلينيا والأميرة بريسكا التي تنتهي بالوداع والموت بسبب عائق الزمن وحتمية القدر واستحالة البقاء في الحياة لوجود غرابة كينونية ووجودية.
- مزج هذه المسرحية بين الرمزية والواقعية وبعد نجاح هذه المسرحية بدأ نجم الحكيم بالتألق على الساحة الثقافية في مصر ومهد الطريق إلى تفرد الحكيم بمزاج ذهني خاص واسلوب متميز إشتهر به طيلة سنوات إبداعه.
- عاد الحكيم إلى دمج الواقعية والرمزية مرة أخرى وعلى نحو جديد في رائعته عودة الروح فتمكن من دمج تأريخ حياته مع تاريخ مصر وتمكن من توظيف الإسطورة ببراعة وقام الحكيم أيضا بتوظيف إسطورة إيزيس التي إستوحاها من الأساطير المصرية القديمة.
- روى له صحافي حكاية أعجب بها وكتب منها مسرحية قصيرة من فصل واحد، ولم يدرك الحكيم أن القصة التي رواها له الصحفي هي عبارة عن فيلم أجنبي كان يعرض في نفس الوقت في القاهرة.
- اتهمته الصحافة بالسرقة، وزعم أحمد رشدي صالح بأن كل مسرحياته مأخوذة عن أعمال أجنبية، إلا أن جمال عبد الناصر أوقف حملة الصحافة ضده، وطلب منحه أرفع وشاح مصري. وأعطي أرفع وسام تستحقه الدرجة المالية التي كان مثبتًا عليها، وهي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
- تميز الحكيم بتنوع نتاجه المسرحي بين الدراما الحديثة، والكوميديا، والكوميديا السوداء والكوميديا الاجتماعية وإستطاع الدمج بين الواقعية والرمزية.
- استطاع في أعماله المسرحية تفادي المونولوج المحلي الذي كان الطابع الغالب على الدراما المصرية قبله وإستطاع الحكيم تجسيد البيئة المصرية بوضوح في أعماله من خلال قدرته على تصوير مشاكل المجتمع المصري في ذلك الوقت.
- كان للحكيم تعريفه الخاص لمسرح العبث فكان يعتبر مسرح اللامعقول محاولة لإستكشاف التلاحم بين المعقول واللامعقول في تفكير الإنسان الشرقي.
أعمال توفيق الحكيم الأدبية
ترك الأديب توفيق الحكيم الكثير من الأعمال الأدبية التي أغنت المكتبة العربية، وفيما يأتي أهم هذه الأعمال: [2]
- الروايات: عودة الروح، القصر المسحور مع (طه حسين)، يوميّات نائب في الأرياف، عصفور من الشرق، أشعب، راقصة المَعبد روايات قصيرة، حمار الحكيم، الرّباط المقدس.
- القصص: عهد الشّيطان قصص، سلطان الظّلام قصص، عدالة وفن قصص، أرني الله قصص، ليلة الزّفاف قصص قصيرة
المسرحيات، أهل الكهف، شهرزاد، براكسا أو مشكلة الحُكم، بجماليون، سليمان الحكيم، الملك أوديب، مسرح المجتمع، الأيدي الناعمة، إيزيس، الصفقة، المسرح المُنوّع، لعبة الموت، أشواك السّلام، رحلة إلى الغد، السّلطان الحائر، يا طالع الشجرة، الطّعام لكلِّ فمّ، شمس النهار، مصير صرصار، الورطة، بنك القلق، مجلس العدل، الدّنيا، الحمير. - المقالات: تحت شمس الفكر، حماري قال لي، من البُرج العاجي، تحت المِصباح الأخضر، فن الأدب، ثورة الشباب، بين الفكر والفنّ، أدب الحياة، تحدّيات سنة 2000.
النصوص و الدراسات، شجرة الحُكم، عصا الحكيم، تأمّلات في السياسة، التعادليّة، قالبنا المسرحي، حديث مع الكوكب، مُختار تفسير القرطبي، التعادليّة مع الإسلام والتعادليّة، الأحاديث الأربعة، شجرة الحُكم السياسي. - السير: محمد -صلّى الله عليه وسلّم- سيرة حوارية، زهرة العُمر سيرة ذاتية، سجن العُمر سيرة ذاتية، رحلة بين عصرين ذكريات، عودة الوعي ذكريات سياسية، في طريق عودة الوعي ذكريات سياسية، مصر بين عهدين ذكريات.
- أعمال أخرى: نشيد الأنشاد دينيّ، رحلة الرّبيع والخريف شعر 1982، ملامح داخليّة حوار.
معارك توفيق الحكيم الأدبية
اشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له؛ فقد خاض معركة في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر آنذاك، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب “عودة الوعي”، وكانت آخر معارك الحكيم الفكرية وأخطرها حول الدين عندما نشر توفيق الحكيم على مدى أربعة أسابيع ابتداء من 1 مارس 1983 سلسلة من المقالات بجريدة الأهرام بعنوان “حديث مع وإلى الله”.
شاهد أيضًا: من هو صاحب كتاب السنن في الفقه
بعض الآراء في توفيق الحكيم
وفيما يأتي بعض الأقوال والآراء في توفيق الحكيم:
- أختلف الحكيم مع طه حسين في الأسلوب، إلا أنهم أقر له بأنجازاته، حيث قال حسين: “إن الحكيم يفتح باباً جديداً في الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذى لم يعرفه العرب من قبل في أي عصر من عصورهم.
- محمد حسنين هيكل اشترك مع الحكيم في العمل في جريدة أخبار اليوم وقال عنه: أنا كنت مبهورا بالأديب والفنان وهو كان مبهوراً بالصحفي.
- وزير التعليم القباني انتقده بشدة قائلا لعبد الناصر: “إن الحكيم ليس إدارياً وإنه كسول وكونه أديباً مشهوراً ليس معناه أنه يصلح لإدارة دار الكتب، وطالب عبد الناصر بإقالته، إلا أن عبد الناصر قال: “لا أرضى للثورة أن تضع هذه النقطة في تاريخها فقدم القباني استقالته إحتجاجا على تمسك عبد الناصر بالحكيم. [3]
شاهد أيضًا: من هو صاحب كتاب مفتاح العلوم
وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من هو الاديب العربي صاحب مسرحية يا طالع الشجرة، وهو الأديب المصري توفيق الحكيم، وهو من أفضل الأدباء العرب.
المراجع
- ^
abjjad.com , توفيق الحكيم , 03-07-2021 - ^
wikiwand.com , توفيق الحكيم , 03-07-2021 - ^
m.marefa.org , توفيق الحكيم , 03-07-2021
التعليقات