قصص المتعافين من وسواس الموت

قصص المتعافين من وسواس الموت من أكثر القصص انتشارًا، بسبب انتشار هذه الظاهرة العجيبة، أو ما يمكن تسميته بالمرض الخطير، فوسواس الموت من الأمراض التي تسيطر على عقول وقلوب بعض الناس، نتيجةً لأسباب عديدة خارجية تكون لها نتائج كارثية لو لم يتمّ علاجها، والخوف من الموت أمرٌ فطري لكن دون هلع ومبالغة في ذلك، ومن خلال موقع محتويات سيتمّ سرد بعض القصص لمن تخلّصوا من وسواس الموت مع التعريف به وبيان أسبابه وأعراضه.

وسواس الموت

إنّ الخوف من الموت هو أمرٌ فطري لدى الإنسان وطبيعي للغاية، فمن لا يخاف من المجهول، لكن الخوف قد ينتقل ليتعدّى المرحلة الطبيعية لمسمّى الخوف، ويصبح مبالغًا فيه لدرجة كبيرة، بحيث يصبح الإنسان يخاف من الموت لدرجة كبيرة وفي كلّ وقته تراه مرتعبًا، ويحسب أنّ كلّ ما يحدث معه هو من علامات اقتراب أجله، فوسواس الموت هو مرض وهوس الخوف من الموت، وهو يستدعي علاجًا نفسيَّا وروحيًّا وتقرّبًا من الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا: كيف اتخلص من الوسواس والخوف

أسباب وسواس الموت

تختلف مسبّبات وسواس الموت والخوف منها بكثرة، وذلك يمكن استنتاجه من قصص المتعافين من وسواس الموت، فغالبًا ما تكون الأسباب أمورًا تثير الهلع وترعب القلب والنفس، ومن الأسباب ما سيتمّ ذكره آتيًا:

• قد يسبب التفكير بالعذاب الذي سيتلقّاه المذنبون والعصاة بعد موتهم هلعًا وخوفًا من الموت كبيرين.
• من الممكن أن تسبب الصدمات العاطفية بفقد الأحبّة أو موت الأقارب والأهل أو الأشخاص العزيزين على قلب الإنسان، هلعًا وخوفًا من الموت.
• التفكير بالقبر وسماع القصص عن عذاب القبر وفتنته.
• من الممكن أن تكون إصابة الإنسان بأحد الأمراض أو عديدها من الأسباب التي تشعره بدنوّ أجله وتخوّفه من الموت.
• الأمراض النفسية والعقلية، والصدمات العاطفية والأمراض العصبية كله قد تكون من أسباب الوساس من الموت.

شاهد أيضًا: ما هو الوسواس القهري

قصص المتعافين من وسواس الموت

الكثير من الحالات التي أصيبت بوسواس الموت، وعانت منه لدرجة كبيرة موجودة في الحياة من حولك، وقد لا تشعر بوجوده وقد تشعر ذلك يرجع لاختلاف شدّة الوسواس لديه، نجح الكثير من هذه الحالات بتلقّي المساعدة والعلاج والشّفاء من هذا المرض، فهو مرض يمكن علاجه لكن مع القليل من المتابعة والاهتمام، والاستماع لقصص المتعافين من وسواس الموت يمنح الإنسان خبرة كافية للتصرف في حال أصيب هو أو أحد أقربائه، وحتى يصبح لديه قدرة على تجنّب الإصابة بهذا المرض، ومن تلك القصص ما سيتمّ ذكره فيما يأتي:

قصة مغتربة مع وسواس الموت

تروي إحدى السّيدات قصّتها مع وسواس الموت فتقول: كنت امرأة جامعية ناشئة في بيئة محترمة ومحافظة وسوية بين أهلي وأحبّتي في الغربة، لكن بدأت معي مشكلة كبيرة جدًّا بعد وفاة والدي رحمه الله، أصبت بذعر وخوف شديدين من الموت، ولم تعد تحملني الأرض ولا تسعني السماء من شدة خوفي، اسودّت حياتي وبات كلّ شيءٍ سوداويًّا ومرعبًا، فلا أسمع صوت أحد إلا أظنّه يخبرني بموتي، استمرّ الأمر معي سنواتٍ طويلة، حتّى قررت مقابلة طبيبة نفسية، فوصفت لي الدواء المناسب، وعاينت حالتي وساعدتني وشجّعتني بكلّ ما أوتيت من قوّة، منذ حوالي خمسة أشهر عادت حياتي تدريجيًّا لطبيعتها بدأت أشعر بالفرح، وأرى الدنيا مبهجة وفيها سعادة، وبتّ أعرف أن الموت شيءٌ مكتوبٌ لا مفرّ منه، لكنّه يحتاج من البشر العمل والعبادة للتّحضير له، والحمد لله الآن ورغم أنّي مغتربة إلا أنني سعيدة في حياتي ومتّزنة في مشاعري وأحاسيسي.

قصة طبيب مع علاج وسواس الموت

إنّ الأطباء هم السبب الذي جعله الله سبحانه وتعالى للشفاء من المرض، ولكنّهم بشرٌ عاديون يصابون بالأمراض أيضًا، وقد حدث مع أحد الأطباء الذي كان يعالج النّاس ويداويهم من مختلف الأمراض والعلل، أن أصيب بألمٍ في المعدة، والذي شخّصه مع الأطباء الآخرين أنّها بسبب قرحة القولون العصبي، والذي أدّى هذا الأمر لإصابة الطبيب بحالات هلع شديدة، ومن شدّة خوفه من هذا المرض كان يخشى الموت وتصيبه حالات تشبه أعراض الموت تمامًا، وبدأ رحلته مع مرض وسواس الموت، وعرض نفسه على عديد الأطباء، إلى أن وفّقه الله بأحد الأطبّاء الماهرين، فعرف علّته أنّها نفسية وليست عضوية، فوصف له العلاج المناسب، وقدّم له برامج تأهيلٍ نفسي وتخفيف من القلق والتوتر، ومع استمرار الطبيب على العلاج والدواء تحسّنت حالته وشفي من وسواس الموت، وتحسّن حالته النفسية ساعده على الشفاء من مرض القولون العصبي.

تجربة إحدى الفتيات مع وسواس الموت

تروي إحدى الشابات الصغيرات قصّتها مع وسواس الموت، وهي شابةّ بعمر 17 عامًا، سمعت في جلساتٍ عائلية أحاديث عن ملك الموت، فشعرت بالضيق الشديد والذي رافقه صعوبة هائلة في التنفس، ولكنذها تجاهلته في بادئ الأمر، وبدأ الأمر يزداد معها وتزداد أعراضه وخوفها من الموت يتفاقم، وبدأت توسوس في كلّ شيءٍ تراه تقول أنّه علامة اقتراب أجلها، وقد حاولت جاهدةً التخلص من هذا الشعور بمفردها، لكنّها كلّما سمعت بحالة وفاةٍ لأحد الأقارب عادت نوبات الهلع الشديدة، ثمّ زادت الطيب بلّة بأن بحثت في علامات دنوّ الأجل، فساءت حالتها الصحية، وباتت تبكي على الدوام وانعزلت عن الناس، وخسرت وزنها وشحب لونها، حتّى أنّ عينيها جافاها النوم، إلى أن عرضها أهلها على الأطباء المختصّين ووصفوا لها العلاج المناسب من دواء، وقدّموا لها وللأهل الكثير من النصائح للتعامل معها ومساعدتها لتجاوز محنتها، ولله الحمد والمنة لم تمض أشهرٌ قليلة إلا تحسّنت الفتاة وعادت لحياتها الطبيعية وتخلّصت من الوسواس نهائيَّا.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري

كيف أعرف أني مصاب بوسواس الموت

يوجد الكثير من الأعراض والعلامات التي تظهر على الإنسان ويمكن له من خلالها اكتشاف أنه مصاب بوسواس الموت، فبعد المرور على قصص المتعافين من وسواس الموت من الضروري ذكر الأعراض الخاصّة بهذا المرض، والتي منها:

• الخوف والهلع والشعور بالتعب والضيق: عادةً ما تمثّل هذه الأعراض الأعراض الرئيسة لدى المصاب، ويشعر معها المريض بالوحدة والعزلة الشديدة.
• عدم القدرة على السيطرة على النفس: حيث ينشغل المريض بآلامه وأعراض جسده المرضية التي تظهر نتيجة هذا الوسواس، منها تسارع خفقات القلب، وصعوبة كبيرة في التنفس والحركة والكلام، وعدم القدرة على التركيز أو التفكير.
• عدم القدرة على التنفس: قد يرافق المريض صعوبات في التنفس تصل حدّ الاختناق.
• عدم انتظام ضربات القلب: فتارةً تتسارع وتارةً تتباطأ وهي من الأمور التي تزيد المريض توتّرًا وقلقًا وخوفًا.
• أعراض جسدية: كالدوخة والتعرق الشديد والآلام في الرأس والبطن.
• الأعراض النفسية: يصبح المريض متقلب المزاج بين الغضب والحزن والقلق والخوف الشديد من أيّ أمر.

اقرأ أيضًا: انواع المرض النفسي وعلاج الادمان

 كيفية علاج وسواس الموت

من خلال دراسة قصص المتعافين من وسواس الموت، يمكن القول أنّ أهل العلم قد صنّفوا علاجه في أربعة محاور أساسية، وهي:[1]

• العلاج الدوائي: وهو مهمّ للغاية لأنّ الدراسات العلمية تقول أنّ من الضروري علاج النتائج التي تصيب الدماغ نتيجة الإصابة بالوسواس القهري من خلال الأدوية التي يصفها الأطبّاء لذلك، ولا يتمّ تناول الأدوية إلا باستشارة الطبيب المختصّ.
• العلاج السلوكي: وهو من العلاجات الهامّة أيضًا، ويعتمد اعتمادًا كبيرًا على الشخص المريض نفسه، فعليه أن يقوم بتحقير الوسواس فلا يناقشه ويتجاهله تمامًا، فالإقناع النفسي الذاتي يساعد على التخلص من هذا المرض، ولا يُقصد التخلص من الخوف من الموت كليًّا إنما المبالغ فيه فقط.
• العلاج الاجتماعي: على المريض الإكثار من التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وهذه نقطة على العائلة أن تراعيها، فيحرصوا على إحاطة المريض اجتماعيًا وتكثير الأنشطة من رحلات وعمل ودورات تدريبية واجتماعات عائلية، وحتّى الخوض في مناسبات رياضية وممارسة الرياضة بشكل متواصل.
• العلاج الديني: وهو يعتمد على إيمان المريض والتزامه بواجباته الدينية، فعليه المحافظة على الصلوات والإكثار من قراءة القرآن والأذكار في الصباح والمساء وفي كلّ حين، كذلك لا بدّ من أن يرقي نفسه باستمرار بالرقية الشرعية الصحيحة، ويحافظ على هذا المنوال وبإذن الله سيجد تحسّنًا كبيرًا.

اقرأ أيضًا: كيف اتعامل مع المريض النفسي

دعاء يبعد وسواس الموت

لا شكّ أنّ اللجوء إلى الدعاء كان عاملًا مشتركًا في قصص المتعافين من وسواس الموت، ولا يوجد دعاء بعينه ينفع لذلك، لكنّ الدعاء نافعٌ بإذن الله، فهو ينفع لما نزل من القضاء وما لم ينزل، ويمكن للمسلم أن يدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليدفع وسواس الموت، ومنه ما يأتي:[2]

• “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
• “اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت “.
• “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم”.
• “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال”.

شاهد أيضًا: دعاء الخوف من شخص .. ادعية تقال عن الشعور بالخوف مكتوبة

ختامًا نصل لنهاية مقال قصص المتعافين من وسواس الموت الذي بيّن مفهوم وسواس الموت، والأمور المسببة له، والأعراض التي تظهر على المريض بوسواس الموت، وذكر كيفية العلاج والوقاية منه.

المراجع

1. ^
   islamweb.net , كيف يمكنني التخلص من وسواس الموت وحديث النفس؟ , 29/01/2022
2. ^
   islamweb.net , أدعية تبعد الهم والغم وتشرح الصدر , 29/01/2022