في أي عصر عاش المتنبي

كتابة : سارة الزعبي بتاريخ : 22 يناير 2024 , 10:41 آخر تحديث : أبريل 2022 , 03:50

في أي عصر عاش المتنبي ، تحفة زمانه وأعجوبة عصره وسيد من نظم القصيد. وذلك لأنه يعدّ من أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً من اللغة العربية، وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها وتراكيبها. كما وقال الشعر منذ حداثة سنه، حيث أنه نظم أولى قصائده في التاسعة من عمره. كذلك عرف عنه اعتزازه بعروبته. في حين أن أفضل أشعاره، ما كان في الحكمة وفلسفة الحياة، ووصفه للمعارك، واعتداده بنفسه وبمناقبه، وعلاوةً على ذلك، فقد تميز في المديح وأبدع فيه.

في اي عصر عاش المتنبي

عاش المتنبي في عصر الخلافة العباسية، في الفترة المظلمة من هذا العصر. حين انقسمت وتفككت إلى دويلات صغيرة، غالبية من حكموها ليسوا عرباً. كما وأن من صفات المتنبي هذا الشاعر الألمعي: أنه كان كثير الذكاء، سريع البديهة ، وشجاعاً . كذلك بالإضافة إلى فصاحة المتنبي،كان صاحب طموح عالٍ يطاول النجوم.كما وامتلك من الأنفة والكبرياء الشيئ الكثير.

اقرأ أيضاً: في اي عصر عاشت الخنساء واهم ما قيل عنها

نبذة عن أبو الطيب المتنبي

لمعرفة في اي عصر عاش المتنبي، نجد أنه عاش في عصر انهيار الخلافة العباسية. وهو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي، وجعفي جد المتنبي، بن سعد العشيرة من مَذحِج من كهلان من قحطان، وكندة التي ينسب إليها في الكوفة، حيث ولد فيها عام 303 هـ الموافق لعام 915 م. وظهرت موهبته الشعرية مبكراً . كما شغف بالقراءة، وبرع بالحفظ والاستذكار. حين ذهب إلى أنطاكيا التقى في شبابه بسيف الدولة الحمداني أمير حلب واتصل به، فقرّبه من بلاطه، وأغدق عليه العطايا. كذلك ولأنهما متقاربان في العمر، فقد جمعت بينهما صداقة متينة قوامها المحبة والإخلاص والاحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وخصه بقصائد تعرف بالسيفيات، إلى أن نجح بعض الحاقدين في البلاط في القطيعة بينهما. فغادر إلى مصر ومدح كافور الأخشيدي الذي لم يلقى منه ما توقع، فغادرها في يوم العيد، إذ قال قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

عيدٌ بأية حالٍ عدت ياعيدُ

بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ

أما الأحبة فالبيداء دونهمُ

فليت دونك بيداً دونها بيدُ

وفاة المتنبي

عاش المتنبي في عصر كان فيه سيد شعراء زمانه ، ويحكى أنه كان قد هجا ضبّه بن يزيد الأسدي العيني، بقصيدة شديدة اللّهجة، وتعرّض فيها إلى نسبه و أمه.لا سيما في البيت التالي:

مَا أنصَفَ القَومُ ضبّه

وَأمهُ الطرْطبّه

وإنّما قلتُ ما قُلـ

ـتُ رَحمَة لا مَحَبه

وفي طريق عودته إلى الكوفة، بصحبة ابنه محمد وغلامه مفلح وبعض القوم، التقاه فاتك بن أبي جهل الأسدي، الذي هو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي هجاه المتنبي سابقاً، وكان معه جمعٌ أيضاً. فتقاتل الفريقان وقُتل في الواقعة المتنبي، وابنه محمد، وغلامه مفلح، بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد. وذلك حين استفرد به فاتك أراد الهرب منه، فعاجله غلامه قائلاً: أتهرب وأنت القائل:

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

فردّ عليه المتنبي بقوله: ” قتلتني قتلك الله.” كما وكان ذلك بتاريخ 23 سبتمبر عام 965 م الموافق لعام 345 هـ.

اقرأ أيضاً: من أهم موروثات الشعر المعلقات السبع

آثار المتنبي الذي عاش في العصر العباسي

عاش المتنبي في عصر تميز فيه ونبغ في الشعر ، وترك حوالي 326 قصيدة، تختزل سيرة حياته. كما وصور فيها طبيعة الحياة في القرن الرابع الهجري أفضل تصوير. في حين تعددت أغراض وخصائص شعر المتنبي التي تناولها في قصائده، ونورد فيما يلي نماذج عنها:

الحكمة في شعر المتنبي

في البحث حول في اي عصر عاش المتنبي  نجد أنه تميز في الفكر الفلسفي وللحكمة في أشعاره صداها الكبير حتى باتت أمثالاً تناقلتها الأقلام والألسنة ومنها:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ

فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ

وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً

وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ

ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ

على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ

الوصف في شعر المتنبي

قال المتنبي الذي عاش في عصر ذهبي، كان فيه أشعر الشعراء، هذا البيت في وصف أكثر أهل الأرض في الذل:

 وأوغلُ أهل الأرضُ في الذلِ أمةٌ

تضامُ .. ومنها لمن ضام جندُ

الرثاء في شعر المتنبي

عاش المتنبي في عصر أبو فراس الحمداني، و فيما يلي نستعرض بعض أبيات الرثاء  التي قالها في رثاء أخته خولة:

يظن ﺃَﻥَّ ﻓُﺆﺍﺩﻱ ﻏَﻴﺮ ﻣُﻠﺘَﻬِﺐٍ

ﻭَﺃَﻥَّ ﺩَﻣﻊَ ﺟُﻔﻮﻧﻲ ﻏَﻴﺮ ﻣُﻨﺴَﻜِﺐ

ﻓَﻠَﻴﺖ ﻃﺎﻟِﻌَﺔَ ﺍﻟﺸَﻤﺴَﻴﻦ ﻏﺎﺋِﺒَﺔٌ

ﻭَﻟَﻴﺖ ﻏﺎﺋِﺒَﺔَ ﺍﻟﺸَﻤﺴَﻴﻦ ﻟَﻢ ﺗَﻐِﺐ

الغزل في شعر المتنبي

عاش المتنبي في عصر الدولة العباسية، ومن أجمل الأبيات الغزلية التي قالها نورد ما يلي :

ﻛﺘﻤﺖُ ﺣـﺒّﻚ ﺣﺘﻰ ﻣﻨْﻚِ ﺗﻜﺮﻣﺔً

ﺛﻢﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻴﻪِ ﺇﺳﺮﺍﺭﻱ ﻭﺇﻋﻼﻧﻲ

ﻛﺄﻧَّﻪ ﺯﺍﺩَ ﺣﺘّﻰ ﻓﺎﺽَ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻱ

ﻓﺼﺎﺭَ ﺳﻘﻤﻲ ﺑﻪِ ﻓﻲ ﺟﺴﻢِ ﻛﺘﻤﺎﻧﻲ

النصح في شعر المتنبي

عاش المتنبي في عصر نهاية الخلافة العباسية، و كثيراً ما ردد أبياتاً فيها النصيحة التي تنبع من تجاربه الشخصية، كما قال:

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ

إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ

يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

من خلال معرفة في أي عصر عاش المتنبي. نجد أنه كان شاعراً مبدعاً من عمالقة الشعراء العرب غزيري الإنتاج. في حين يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة والألفاظ البسيطة والجذلة. كونه امتلك ناصية اللغة والبيان ووضوح المعاني وصدق العاطفة.

المراجع

  1. ^
    wikipedia.org , أبو الطيب المتنبي , 10/6/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *